حدد وزير الثقافة أحمد الفكاك، اليوم السبت، ثلاثة أهداف رئيسية لزيارة محافظة بابل، مؤكداً إتخاذ إجراءات عاجلة لإزالة التجاوزات على المواقع الأثرية ومحاسبة المقصرين والمتجاوزين، فيما أشار إلى خطط لزيادة عمليات التنقيب في مختلف محافظات العراق.
وقال الفكاك، في تصريح تابعته (الأولى): إن "الهدف من زيارتي لمحافظة بابل جاء لثلاثة أسباب، الأول تنشيط الفعاليات الثقافية وإعادة إحيائها، كالمهرجانات والمؤتمرات وورش العمل الثقافية، وكان هنالك تعاون مع محافظ بابل وسام أصلان بهذا الخصوص، والسبب الثاني هو أفتتاح شعبة السياحة التابعة لهيئة السياحة وهي جزء من تشكيلات الوزارة".
وتابع، "أما السبب الأخير فهو التجاوزات على أراضي الآثار، ووضع خطة لإيقافها، إضافة إلى عرض هذا الملف أمام القضاء، من أجل إزالة التجاوز ومحاسبة المقصرين".
وأضاف: " تفاجأت خلال زيارتي لمحافظة بابل، عندما رأيت بيوتاً تبنى في مناطق أثرية دون منعها"، مؤكداً أنه "تم اتخاذ الإجراء العاجلة بسبب ذلك، منها نقل مدير آثار بابل إلى محافظة الديوانية وكلفنا المدير الجديد بإحالة ملفات التجاوز إلى القضاء".
وذكر، أن "وزير الداخلية فريق عبد الأمير الشمري خصص درجات للوزارة، لحراس الآثار، من أجل حماية المواقع الأثرية".
وأشار إلى، أن "هناك خططاً مستقبلية للوزارة، منها اكتشاف آثار جديدة من خلال تسهيل الحملات التنقيبية"، منوهاً "استمرار حملات التنقيب في بابل والأهوار ونينوى وفي مدينة الحظر والسليمانية وفي عموم العراق".
ومضى بالقول: إن "الوزارة تعمل على تعزيز الحملات التنقيبية، من خلال هيئة الآثار والوزارة، وهناك بعثات أمريكية وبريطانية وفرنسية ورومانية وإيطالية وبولندية، أي توجد بعثات من مختلف الدول المهتمة بالآثار".
ولفت إلى، أن "تعزيز دور السياحة الأثرية والتاريخية والعلاجية الطبية والصحراوية في بلدنا تبشر بخير، من خلال الخطط الوزارية ودعم البرنامج الحكومي للسياحة"، مؤكدا "عزم الوزارة إلى إنجاز المشاريع في محافظة ذي قار وتحديدا مدينة أور الأثرية، لربما سيكون هنالك بعض التأخير بسبب شهر محرم الحرام وما يترتب عليها من زيارة مليونية للإمام الحسين (ع)، لكن هذه المشاريع لن تتوقف".
وبين، أن "خطط الاستكشافات تحتاج إلى وقت وإلى جهود كبيرة وتمر بمراحل عديدة منها مراحل الاستكشاف وحماية الآثار وصيانة الآثار، وإعادة البنى التحتية في تلك المناطق، وتوفير الخدمات للسياح"، مبينا أن "الوزارة شرعت بهذه الخطط ولن تتوقف".
وأشار إلى، أنه "تم التباحث مع محافظ بابل وسام أصلان، لتنشيط السياحة في المحافظة وأنجاز المشاريع، حيث وجدنا المحافظ مهتماً بهذا الموضوع، وهو يعمل على إنشاء الحدائق وأشجار النخيل وتجميل المواقع القريبة من النهر"، مستدركاً بالقول: إن "محافظة بابل تمتاز بمكانتها الحضارية والقدسية".
وأعلن محافظ بابل وسام أصلان، في وقت سابق، عن خطة لتنشيط السياحة في المحافظة، فيما أشار إلى التوجه لإنشاء منتجع سياحي في المدينة الأثرية.
وقال أصلان، في تصريح تابعته (الأولى): إن "المحافظة استعادت مشروع بابل عاصمة العراق ضمن قانون الموازنة للعام 2023"، مبينا، أن "هذه الخطوة ستمكن إدارة المحافظة من تطوير المواقع الأثرية".
وأضاف، أن "بابل ليست محافظة سياحية، بسبب افتقارها للبنى التحتية"، مبينا أن "السياحة لها متطلبات لا بد من توفرها، منها توفير أماكن استراحة السائحين خلال تنقلهم، إضافة إلى توفير البيئة المناسبة للسائحين".
وأوضح، أن "السياح لا يمكثون في المدينة الأثرية سوى ساعات معدودة، لذلك فإن إدارة المحافظة تفكر جديا بإنشاء منتجع لهذه المدينة تضم مجموعة من الفنادق السياحية وبطاقة استيعابية مختلفة، من أجل استقرار السياح في المحافظة".
وأشار إلى، أن "إدارة المحافظة تسعى إلى توفير بنية تحتية للسياحة من خلال إنشاء المنتجع الذي سيحتوي على قاعات وقصر ثقافي"، مؤكدا، أن "المحافظة تعمل على تأهيل الشوارع المؤدية إلى المواقع الأثرية والمراقد المقدسة، بهدف زيادة بقاء السياح في المحافظة".
وبين، أن "مؤشرات السياحة في المحافظة حاليا ضعيفة جدا، وتقتصر على عمليات تبضع يقومون بها السياح، ودفع رسومات بسيطة فقط".
وذكر، أن "المحافظة تضم قصرين رئاسيين، يقع الأول في المدينة الأثرية، وأن تصاميم هذا القصر في طور الاكتمال ليكون متحف، فيما يقع القصر الثاني بمنطقة السدة، ويجري العمل على تطويره وتأهيله، ليصبح فندقا أو مجموعة مطاعم".