قناة الأولى - بغداد
أشاد فريق التحقيق التابع للامم المتحدة، اليوم الاثنين، بجهود رئيس القضاء فائق زيدان ورئيس محكمة استئناف نينوى رائد مصلح باصدار حكم تاريخي ضد احد قيادات التنظيم في البرتغال.
وذكر الفريق في بيان تلقته (الأولى) انه "في خطوة هامة نحو تحقيق العدالة رحّب فريق التحقيق التابع للأمم المتحدة لتعزيز المساءلة عن الجرائم المُرتكبة من جانب التنظيم (يونيتاد) بحكم الإدانة التاريخي الذي صدر مؤخراً في البرتغال ضد أحد أعضاء التنظيم، بعد اتّهامه بارتكاب جرائم دولية في العراق".
واضاف انه "تم اتُّهام عضو التنظيم ، أ. أ.، وهو مواطنٌ عراقيٌ كان قد فرَّ إلى أوروبا، بِارتكابِ جرائمِ حربٍ في الموصل بالعراق، لخطفه وجلده مواطن عراقي، كما أُدينَ الجاني مع شقيقه ي.أ. بالانتماء إلى التنظيم. وقد نوه المُستشار الخاصّ ورئيس فريق التَّحقيق (يُونيتاد)، كريستيان ريتشر بِأنَّ "هذا الحُكْم هو أول إدانة في البُرتُغال لجاني بتهمة ارتكاب جريمة حرب، وهو يُمثّل علامة فارقة على الطَّريق الذي مهدت له الشَّراكة الفريدة بين فريق التَّحقيق (يُونيتاد) والعراق. فقد عمل القضاء العراقي و فريق يونيتاد لتقديم دعم هامٍ لعمليَّات المُساءلة في دول ثالثة ذات سُلطاتٍ قضائيةٍ مُختصَّةٍ لِمُلاحقة الجرائم الدّوليَّة التي ارتكبها التنظيم في العراق."
وأشار الى انه "في عام 2020، تلقَّى فريق التَّحقيق (يُونيتاد) طلب مساعدة من المدعي العام في البرتغال، وبناءً عليه، قاد الفريق تحقيقاً بالتَّعاون الوثيق مع سيادة القاضي رائد المصلح، الذي يترأّس حالياً محكمة استئناف نينوى الاتِّحادية. وأسفر هذا التَّعاون عن تَحديد هويَّة ثلاثة عشر (13) شخصاً من الضَّحايا والشُّهود الذين قابلهم فريق التَّحقيق (يُونيتاد) كونهم شهود للادِّعاء، ويسّر لهُم إمكانيَّة الإِدلاء بِإفاداتِهِم عن بعد أثناء وجودهم في دهوك، مِن خلال عَقْد مقابلاتٍ عَبر الفيديو كونفرنس أثناء فترة ما قبل المُحاكمة، أمام القاضي والمُدَّعي العامّ ومحامي الدفاع البرتغاليّين. بالإضافة إلى ذلك، يسّرَ القاضي رائد المصلح، أثناء المحاكمة، لشهود الدّفاع الإدلاء بإفاداتِهِم عَن بُعْدٍ، مِن محكمته في الموصل، حيث كانت تلك المرَّة الأولى التي يقوم فيها القضاء العراقيّ بترتيبات لتيسير إفادات الشُّهود عَن بُعْدٍ عبر الفيديو كونفرنس. علاوةً على ذلك، أدلى مُحقّق فريق يُونيتاد الرَّئيسيَّ بشهادة خبير محوريّة أمام المحكمة البُرتغاليَّة خلال إجراءات المحاكمة".
وذكر المُستشار الخاصّ ريتشر، وفقاً للبيان: "نحنُ فخورون للغاية بسعينا المُشترك في هذه القضيَّة مع القاضي المُوقَّر رائد المصلح، الَّذي أفضى إلى هذه الإدانة التَّاريخيَّة، وهو يُجسّد العمل الهادف الذي يقوم به فريق التَّحقيق (يُونيتاد) مع القضاء العراقيّ كشريكٍ يدعم عمليَّات العدالة القائمة على الأدلَّة في العراق و في شتى أنحاء العالم".
وأكمل ان "تحقيق هذا العَمَل تم بفضل الدَّعم القويّ والتّعاون الدؤوب بين فريق التَّحقيق (يُونيتاد) ومجلس القضاء الأعلى العراقيّ، بقيادة القاضي فائق زيدان، رئيس مجلس القضاء الأعلى. وعمل الفريق مع القضاة العراقيّين المختصّين لِضمان حفظ الأدلَّة على جرائم داعش وفقاً لأعلى المعايير الدَّوليَّة. علاوةً على ذلك، فإن العمل الدؤوب مع القضاء العراقيّ لبناء ملفَّات قضايا مُشتركة بحقّ أعضاء التنظيم يمثّل خطوةً مهمَّةً للأمام على طريق تحقيق المساءلة والعدالة المجدية، ودعم الملاحقات القضائيَّة في أنحاء العالم".
وتابع: "اما في إحاطته أمام مجلس الأمن التَّابع للأمم المُتَّحدة في شهر كانون الأول/ديسمبر 2023، سلَّطَ المُستشار الخاص ريتشر الضَّوء على الدور الجوهري لفريق التَّحقيق (يُونيتاد) في دعم التحقيقات والمحاكمات في الدُّول الثَّالثة ذات الاختصاص، موضحاً أن "من شأن ذلك أن يضمن عدم اتساع الفجوة في المُساءلة العالمية." وقدّم الفريق دعماً لعشرين دولةً ثالثةً ذات ولاية قضائيَّة مختصَّة لمُلاحقة جرائم التنظيم الدَّوليَّة المرتكبة في العراق، بناء على طلبات تلك الدول. وقد تضاعفت طلبات الدعم من قبل الدُّول الثّالثة بشكلٍ كبير على مدار السنوات الماضية".
واوضح ان "هذه الإدانة في البرتغال تعد الأحدث ضمن قائمة متزايدة من الإدانات في دول ثالثة ناتجة عن دعم فريق التَّحقيق (يُونيتاد) للمحاكمات، بالتعاون مع القضاء العراقي. وحتى الآن، قدّم الفريق الدعم لسبعة عشر ملف لتحقيقات في دول ثالثة أفضت إلى توجيه لوائح اتهام، وخلُصت خمسة عشر من هذه الحالات إلى إدانة أعضاء و منتسبين للتنظيم".
ولفت الى انه "في عام 2021، أصدرت المحكمة الإقليمية العليا في فرانكفورت، ألمانيا، أول إدانة لعضو في التنظيم لارتكابه إبادة جماعية بحقّ الأيزيديين، إذ أدين عضو التنظيم، طه الج، بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضدّ الإنسانية وجرائم إبادة جماعية بعد محاكمة استمرت تسعة عشر شهراً. وتشمل الإدانات البارزة الأخرى، التي ساهم فيها فريق التَّحقيق (يُونيتاد)، إدانة المحكمة المحلية السويدية في عام 2022 لإحدى المنتسبات للتنظيم لإخفاقها في حماية ابنها البالغ من العمر 12 عاماً من التجنيد والاستخدام كجندي طفل من قبل التنظيم. فضلاً عن ذلك، في شهر حزيران/يونيو 2023، أدانت المحكمة الإقليمية العليا الألمانية في كوبلنز إحدى المنتسبات للتنظيم تُدعى نادين ك.، وهي مواطنة ألمانية، أدانتها المحكمة بِتُهم المساعدة والتحريض على ارتكاب جريمة الإبادة الجماعية وجرائم ضد الإنسانية وجرائم الحرب، لاحتجاز سيدة أيزيدية شابة والاعتداء عليها في العراق . الضحية الأيزيدية، وهي سيدة أيزيدية تم احتجازها كسبية لمدة ثلاث سنوات من قبل الزوجان اللذان ينتميان للتنظيم، شاركت في القضية ضمن المُدّعين في الإجراءات، وهو ما يعني رؤيتها لنصرة حقها في يوم مشهود عن طريق المحاكمات".
ونوه الفرق وفقاً للبيان، الى ان "الملاحقات القضائية للجرائم الدّولية هي ما تضمن بالمشاركة المجدية للضحايا في الإجراءات الجنائية، لتعزيز مركزية الضحايا والناجين، حيثُ تعترف مثل هذه المحاكمات بمعاناة الضحايا وتتيح سماع أصواتهم، من خلال محاكمات قائمة على الأدلة تثبت حقيقة الجرائم البشعة التي ارتكبها التنظيم".
وختم ان "ذلك يبقى هدفاً أساسياً لعمل فريق التَّحقيق (يُونيتاد)،" مُضيفاً أن "الفريق سيبذل كل جهد ممكن لضمان أن تحقق الشراكة المثمرة مع القضاء العراقي النتائج المرجوة في محاكمات ناجحة تؤدّي إلى إدانات بتهم ارتكاب جرائم دولية؛ إنّ هذا الهدف لهو هدف مشترك للأمم المتحدة وللعراق وللدول الثالثة وكذلك لآلاف الضحايا والناجين العراقيين".
The Red Week in Sweden... An Eastern Cry with Multiple Messages.